روزا لوكسمبورغ تعقد ندوة بعنوان ” التعاونيات الزراعية لمستقبل مشرق”

 

 

عقدت مؤسسة روزا لوكسمبورغ يوم الأربعاء، 13 أيار/مايو 2020، ندوة بعنوان “التعاونيات الزراعية لمستقبل مشرق”، عبر تطبيق Zoom وبث متزامن على صفحة المؤسسة على الفيسبوك. تناولت الندوة الوضع القانوني والسياساتي في مجال التعاونيات، وواقع التعاونيات الزراعية اليوم، والمأمول منها في المستقبل. 

شارك وتحدث في الندوة كل من د. سائد جاسر درة، الذي يعمل في المجال التنموي، وبناء القدرات المؤسساتية وله عدد من الدراسات والأبحاث في المجال التنموي والاقتصادي وفي مجال العمل التعاوني الفلسطيني. ود. جميل حرب، أستاذ علم النبات في دائرة الأحياء والكيمياء الحيوية في جامعة بيرزيت والباحث في عدة مجالات منها دور التعاونيات الزراعية في تسويق المنتوجات النباتية الطازجة، وأدار اللقاء مدير برنامج التضامن والحوار الدولي في مؤسسة روزا لوكسمبورغ سري حرب.

استهل د. رائد درة اللقاء بإعطاء لمحة تاريخية عن واقع التعاونيات في فلسطين، والتي حسب الدراسة التي أجراها، تعود إلى عشرينيات القرن الماضي، اذ كان ينظر دائماً للتعاونيات منذ القدم كأداة لإحداث تنمية اجتماعية واقتصادية، تساهم في الحد من مشاكل الفقر والبطالة. وأضاف د. درة أن التعاونيات في فلسطين اكتسبت قيمة اضافية كونها شكلت وسيلة مقاومة للحد من التبعية الاقتصادية للاحتلال الإسرائيلي، وحماية الأرض الفلسطينية من المصادرة. 

نوه د.درة للقطاعات المختلفة التي تتوزع عليها التعاونيات، مشيراً إلى التعاونيات الزراعية ثم الإسكان هي الأكثر من حيث العدد. فيما يتعلق بالإطار القانوني والسياساتي، أشار د. درة أن القانون التعاون الفلسطيني فتح مرحلة جديدة في تاريخ العمل التعاوني، والذي أتي بهدف تشجيع وتنظيم عمل التعاونيات، إلا أنه أشار إلى بعض الثغور في القانون التي يجب العمل على إصلاحها. وختم مداخلته بالإشارة إلى ضرورة تغيير الصورة النمطية للتعاونيات كمحدودية الثقة وجدوى الاستثمار والمشاركة فيها. ولفت إلى عدة احصائيات ومؤشرات توضح تدني نسب مشاركة المرأة في التعاونيات.

تحدث د.جميل حرب في القسم الثاني من الندوة عن التعاونيات الزراعية في فلسطين، مستهلاً بلمحة عن القطاع الزراعي، إذ أشار للأهمية المعنوية لهذا القطاع كون الأرض رمز لصمود الفلسطینیین في مواجھة الاحتلال. وايضاً كقيمة اقتصادية والتي بلغت عام 2016 759 مليون دولار من قيمة الناتج المحلي الإجمالي. كذلك نوه د. حرب إلى أن الزراعة في فلسطين كانت تسھم بأكثر من نصف الناتج المحلي  قبل احتلال عام 1967،  فيما تقلصت المساھمة الى أقل من 6 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2012. 

تطرق د. حرب لبعض الإشكاليات التي تواجه هذا القطاع، مثل تسييس جزء كبير منها، كذلك عدم الاحتكام لمبادئ الشفافية والدیمقراطیة والمساءلة. و سھولة الحصول على الدعم المالي من المانحين (المال السھل) وانعدام الرؤية عند معظمھا.

أشار د. حرب إلى أن التعاونيات الزراعية لها  لھا فرصة حقیقیة لتوزیع عادل للأرباح وكبح سیطرة كبار التجار والمستثمرين، كما شدد في نفس الوقت على أهمية زیادة البعد المعرفي والذي سيرفع كفاءة التعاونيات، اذ اعتبرها ” الطاقة الكامنة الكبرى”. كما أشاد بالعديد من التعاونيات الناجحة في مختلف المدن والقرى الفلسطينية، والتي يمكن اعتبارها كنماذج ناجحة يمكن الاستفادة منها. 

حضر الندوة عدد من المهتمين والدارسين وأصحاب التجارب التعاونية، وقد قدموا عرضاً عن تجاربهم سواء في العمل في المجال التعاوني، أو اهتمامتهم البحثية في ذات الموضوع. 

 واعتبر مدير برنامج الحقوق الاجتماعية والاقتصادية عيسى الربضي في مؤسسة روزا لوكسمبورغ، أن هذه الندوة شكلت فرصة لمؤسسة روزا لوكسمبورغ لنقاش هذا الموضوع، وإثرائه في المستقبل من خلال مشاريع ونشاطات المؤسسة. عقّب مدير برنامج التضامن والحوار الدولي، سري حرب، إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار سعي المؤسسة لتوفير مساحة لنقاش مثل هذه المواضيع والتي تكتسب أهمية إضافية هذه الأيام، مع تصدع الاقتصاد الفلسطيني بسبب أزمة كورونا وممارسة الاحتلال، والتي تستجوب على الفلسطينيين تعزيز الاعتماد على الذات، واستنهاض الطاقات الكامنة، والتي تسهم في تخفيف البطالة والفقر، ومزيد من العدالة الاجتماعية.

يجدر بالذكر أن هذه الندوة عقدت ضمن برنامج التضامن والحوار الدولي الذي تقوم عليه مؤسسة روزا لكسمبورغ، وهي مؤسسة ألمانية تعمل في فلسطين منذ العام 2008، لتوفير التثقيف السياسي والنقد الاجتماعي، وتشجع على إجراء تحليل نقدي للمجتمع، وترعى الشبكات ذات المبادرات التحررية والسياسية والاجتماعية والثقافية من خلال مجموعة برامج، بينها التعليم التحرّري، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والتضامن والحوار الدولي.

شاركوا المنشور
})(jQuery)