كانت روزا لوكسمبورغ، اليهودية البولندية المولودة في 5 آذار/ مارس 1871، والتي شاركت في الثورة الروسية في عام 1905، واحدة من المشاركين في تأسيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي في المملكة البولندية الليتوانية المشتركة.  قبل عام 1918، كانت روزا لوكسمبورغ، إلى جانب كارل ليبكنخت، أهم ممثلي الجناح اليساري الاشتراكي، المناهض للأعمال العسكرية وذوالمواقف الأممية في الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني. وكانت ناقدة ذات توجه عاطفي ولغة مقنعة ضد الرأسمالية والميول المعادية للديمقراطية والديكتاتورية داخل الحزب البلشفي.  واجهت المنطق المقنع للقوانين الاقتصادية والاستراتيجيات السياسية بيوتوبيا العالم الجديد. وفقا للوكسمبورغ، فإننا بحاجة إلى إنشاء هذا العالم الجديد على الرغم من حالة اليأس الموجودة على نطاق واسع، والحرمان من الحقوق، والجبن وفساد السلطة. كانت روزا لوكسمبورغ المنظر الرئيسي للجناح اليساري للحزب الاشتراكي الديمقراطي ولعبت دورا حاسما في تشكيل عصبة سبارتاكوس، والحزب الاشتراكي الديمقراطي المستقل والحزب الشيوعي الألماني.

ولا يمكن فصل مصيرها عن مصير الحركة العمالية الألمانية. فالخلافات المستحكمة التي لا يمكن حلها بين التيارات المختلفة الناشئة في الحركة العمالية أدت إلى تكرار المواجهات بين أنصار كل منها، وفي النهاية إلى إنهيار وحدة العمال.  في 15 كانون الثاني / يناير 1919، تم القاء القبض على روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت، وفيلهلم بيك، قادة الحزب الشيوعي الألماني، وتم اقتيادهم للاستجواب في فندق أدلون في برلين. رافق الجنود الألمان لوكسمبورغ ويبكنخت عند خروجهما من المبنى، وأسقطاهما فاقدي الوعي نتيجة ضربهما بأعقاب البنادق. تمكن بيك من الفرار، في حين تم سحب  لوكسمبورغ ويبكنخت اللذين كانا فاقدي الوعي  بهدوء بعيدا في سيارة جيب عسكرية ألمانية.  تم إطلاق النار عليهما والقيا في نهر من قبل نفس دوائر فريكوربس العسكرية (التطوعية) التي دعمت علنا في وقت لاحق استيلاء الاشتراكيين الوطنيين على السلطة.  ومن اللافت، أن روزا لوكسمبورغ  كإمراة جمعت الالتزام السياسي، والتحليل العلمي، والسعي للتمكين.  لقد رأت نفسها في صراع، تقاتل على المستويين العلمي والسياسي، في حين قدمت حياتها اليومية الركيزة الأساسية. من خلال جميع تصرفاتها لم تتخلى عن الحنو ورقة المشاعر والمعقولية.

 

شاركوا المنشور
})(jQuery)