روزا لوكسمبورغ تعقد ندوان بعنوان “قراءة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية”

 

عقدت مؤسسة روزا لوكسمبورغ يوم الأربعاء 23-10-2019 ندوة بعنوان “قراءة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية” في مقر المؤسسة برام الله، والتي تناولت انعكاسات نتائج الانتخابات الإسرائيلية على الفلسطينيين، وما تلاها من أحداث وقراءة في السيناريوهات المتوقعة في حال تعثر تشكيل الحكومة الإسرائيلية وإمكانية الذهاب إلى انتخابات ثالثة.

شارك وتحدث في الندوة كل من د. هنيدة غانم، المديرة العامة لـ “مدار” – المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، والمحامي أحمد خليفة عضو اللجنة المركزية لحركة أبناء البلد، والأستاذ نهاد أبو غوش مختص في الشأن الإسرائيلي ومدير مركز المسار للدراسات.

استهلت د. هنيدة اللقاء بالحديث عن أخر المستجدات حول تشكيل الحكومة الإسرائيلية بعد فشل بنيامين نتنياهو بذلك، وتكليف رئيس إئتلاف أبيض أزرق بني غانتس بذلك، متوقعة عدم نجاحه بذلك، والذهاب إلى انتخابات ثالثة في آذار. كما أوضحت غانم أن التركيبة الداخلية التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة، لا تمنح أياً من حزب الليكود أو تحالف أبيض أزرق دون الآخر. وأوضحت غانم أن المعارضة الإسرائيلية لا تحمل في برنامجها سوى إسقاط نتنياهو، وذلك لادعائهم أن نتنياهو مسّ بروح الدولة الصهيونية.

فيما تناول المحامي أحمد خليفة سياسة نتنياهو خلال العشرين سنة الماضية وعلاقتها بالانتخابات الإسرائيلية اليوم، حيث يرى خليفة أن “سياسات نتنياهو خلقت أزمة ليست فقط بين أقلية وأغلبية، وإنما في شكل المشروع الصهيوني في المرحلة المقبلة”. كما وأشار خليفة إلى كيفية تعاطي الفلسطينيين مع الانتخابات، وقال “هناك تعويل كبير على الانتخابات الإسرائيلية، بينما فقدنا أي اهتمام في تعزيز قوتنا من خلال المقاومة”.

كذلك انتقد خليفة خطاب القائمة المشتركة الذي يندرج على إسقاط نتنياهو فقط، وأضاف “لم يعد الفلسطينيين يؤثرون بالسياسة الإسرائيلية لا بالضفة ولا بالداخل. حين كان الفلسطينيون أقوياء على الأرض سعى الإسرائيلي لتغيير موقفه وأخذ بالحسبان قوتنا لكن بسبب ضعفنا أصبحنا أقل وزناً”. واختتم مداخلته بالتشديد على ماهية المشروع السياسي الفلسطيني الموحد، والعودة للميثاق الوطني الفلسطيني، الذي يشكل أفقا نضالياً للفلسطينيين”.

وأشار الأستاذ نهاد أبو غوش في مداخلته أن اتهام فلسطيني الداخل لشرعنة الاحتلال خاطئ وأضاف “هناك اتهامات للفلسطينيين بالداخل أنهم يشرعنون الاحتلال وهذا خطأ. وأضاف “الانتفاضة الأولى كشفت المجتمع الإسرائيلي على حقيقته وهذا ما انعكس بالانتخابات الإسرائيلية للعام 1992”.

وأضاف أبو غوش على تحليله لنتائج الانتخابات قائلاً “هناك أصوات بدأت ترى أن نتنياهو أصبح خطراً على اليهود نفسهم. وإذا قارنا ممارسات نتنياهو بالأحزاب الفاشية نجدها متقاربة حيث بعد العداء للشعوب الأخرى وهذا سيلحق ضربات بأسُس قوة إسرائيل ويدحض إدعائها الديمقراطية أو الرفاه، وهو ما بدأ يدركه البعض”. ورأى أبو غوش أن الحضور الفلسطيني في برامج الأحزاب الإسرائيلية كان بارزاً  من خلال الوعود بمزيد من الاستيطان والضمّ وسياسات الفصل العنصري.

وعقّب مدير برنامج التضامن والحوار الدولي سري حرب إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار سعي المؤسسة لتوفير مساحة للحوار السياسي والاجتماعي، ونظراً لأهمية التبعات السياسية للانتخابات الإسرائيلية على الفلسطينيين علق “يعتبر التثقيف السياسي إحدى أهم أهداف مؤسسة روزا لوكسمبورغ في ألمانيا وبلدان العالم، و التقينا اليوم لنناقش حدثاً سياساً، قد يحدث لمرة ثالثة في غضون الأشهر القادمة ألا وهو الانتخابات الإسرائيلية وتداعياتها وانعكاساتها على الفلسطينيين. إذ تواجه إسرائيل اليوم ونظامها السياسي ما أطلق عليه البعض أزمة الانتخابات، وهي أمام ماراثون انتخابات مكوكية. “.

ويجدر بالذكر أن هذه الندوة عقدت ضمن برنامج التضامن والحوار الدولي الذي تقوم عليه مؤسسة روزا لكسمبورغ، وهي مؤسسة ألمانية تعمل في فلسطين منذ العام 2008، لتوفير التثقيف السياسي والنقد الاجتماعي، وتشجع على إجراء تحليل نقدي للمجتمع وترعى الشبكات ذات المبادرات التحررية، والسياسية، والاجتماعية والثقافية من خلال مجموعة برامج، بينها التعليم التحرّري، والحقوق الاقتصادي والاجتماعية، والتضامن والحوار الدولي.

 

شاركوا المنشور
})(jQuery)